تباينات بين "التيار و"القوات" تؤخر "وثيقة بكركي"

بعد شعار 'الوثيقة المسيحية' الذي سرعان ما تحوّل الى 'الوثيقة الوطنية'، اجتمع مملثون عن الأحزاب المسيحية تحت غطاء بكركي ورعايتها، وقرروا اصدار وثيقة تجول على كل الفرقاء السياسيين، وتؤكد السيادة اللبنانية على الأراضي كافة، وترفض السلاح غير الشرعي، لكن تبيّن بعد أول اجتماع أن هناك جملة نقاشات واختلافات حاصلة بين ممثلي الأحزاب. وسُرّبت هذه الوثيقة عبر الاعلام، مع العلم أن الحاضرين قطعوا وعداً بعدم التحدث عن بنودها لانجاحها بصورة جدية، وهذا ما لم يحصل.

وبعد مضيّ شهر على آخر لقاء علني عُقد في الصرح البطريركي، لم تصدر أي معلومة رسمية عن هذه الوثيقة، بل سُرّبت معلومات عن وجود بعض علامات الاستفهام والتجاذبات وتحديداً بين 'القوات اللبنانية' و'التيار الوطني الحر'، وهذا ما يؤخر أي تقدم لها، علماً أن اللقاءات تجري بعيداً عن الاعلام.

بعد الكثير من الأخذ والرّد، هل وقع الخلاف الحقيقي بين 'القوات' و'التيار' ما يؤخر الاعلان عن الوثيقة؟ مما لا شك فيه وفقاً لمعلومات 'لبنان الكبير' أن هناك تباينات حول هذه الوثيقة لم يجرِ تذليلها بعد، وهي مرتبطة بصياغة النقاط.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر 'التيار' عبر 'لبنان الكبير' الى أن 'لا نقاط خلافية بالمعنى الخلافي البحت في عمق الوثيقة، ولدينا الصياغة النهائية التي نعمل عليها كي يكون الجميع مقتنعاً بأن عبارات الوثيقة تعبّر وتمثل تماماً ما يفكر به وأن لا تتخللها أي التباسات'، لافتةً الى أن 'هناك من يعتبر أن الخلاف الأكبر حاصل بيننا وبين القوات، لكن هذا ليس صحيحاً لأننا قمنا بالـ devoir معاً ووضعنا نقاط المقاربة والنص وفي القريب العاجل سنصل الى الحل'.

وعن الاختلاف بين خطاب 'التيار' و'القوات' حيال البند المتعلق بسلاح 'حزب الله' غير الشرعي، أكدت المصادر أن 'خطابنا ضد السلاح غير الشرعي لكنه ليس خطاباً شعبوياً ولا يذهب باتجاه الغريزة بل العقلانية، والتيار لا يريد خلق أي مشكلات، ومع كل هذا نحن قطعنا الشوط الأكبر بالنسبة الى نص الوثيقة، وهناك بعض الأمور الذي يحتاج الى اعادة صياغة وعلى سبيل المثال، في احدى النقاط المتعلقة بسيادة الدولة بحسب طرح بكركي نحن لا نمانعها، اما القوات فلديها تحفظ معيّن ونحاول معها الوصول الى صيغة ترضي الطرفين ولا تتجاوزهما'.

وعن الخطوة التالية، أوضحت المصادر أن 'الوثيقة موجهة الى كل القوى السياسية، وهي بمبادرة من القوى المسيحية وتفاهمها للحصول على إجماع القوى اللبنانية، لأنها تعد وثيقة تاريخية للبنان القادم'.

وحول امكان أن تكون مرجعاً أساسياً عند كل استحقاق، قالت مصادر 'التيار': 'نحن نريدها أن تكون خريطة طريق للبنان القادم على مستوى الثوابت وليس الحياة السياسية اليومية، وبالتالي عند الاستحقاق من يحكمها هو الدستور، والورقة تنص على أن هناك ثغرات في اتفاق الطائف تحتاج الى تحسين'.

في المقابل، أشارت مصادر تكتل 'الجمهورية القوية' لـ'لبنان الكبير' الى أن 'النقاش مستمر في وثيقة بكركي، وهناك تباينات يتم تذليلها في هذه الآونة، وهي ليست كبيرة، وليس بالضرورة أن تكون بيننا وبين التيار، بل هناك نقاش حول عدة نقاط في الصياغة'.